يعتبر الجلد المترهل أحد أكبر المخاوف الشائعة التي تواجه الكثيرين في رحلة إنقاص الوزن. وقد تكون قلقاً وتشعر بأن الجلد لم يصبح مشدوداً مقارنة بالماضي أو تتساءل إذا ما كانت تمارين فقدان الوزن ستؤدي إلى ترهل الجلد وتشوه مظهر جسمك.
الرائع أن حالات الترهل الناتجة عن تمارين فقدان الوزن يمكن التعامل معها بفعالية لذا سنتعرف في هذا المقال على أهم النصائح للتعامل مع ترهلات الجلد وتحقيق نتائج مرضية أثناء التمارين.
لماذا يترهل الجلد أثناء تمارين إنقاص الوزن
ولفهم ما يمكنك فعله لتجنب ترهل الجلد وأسباب الترهل يجب معرفة سبب مرونة الجلد. يتكون الجلد من:
- الكولاجين بنسبة 70-80%
- الإيلاستين
يعمل الكولاجين على التأكد من احتفاظ الجلد ببنيته ووظيفته وسلامته عندما يتمدد بينما الإيلاستين هو المسؤول عن مرونة الجلد.
على سبيل المثال، ينتفخ بطن المرأة الحامل ويضطر الجلد إلى التمدد لاستيعاب شكل البطن الجديد الناتج عن نمو الجنين وبعد الولادة يجب أن يعود جلد البطن إلى طبيعته. تعتبر جودة وكمية الكولاجين والإيلاستين من العوامل الأساسية التي تساعد على عودة الجلد كما كان عليه سابقاً.
لذلك عندما يعاني الجلد من الترهل فإن السبب يكمن إما في الكولاجين أو الإيلاستين حيث يشير أطباء الجلد إلى أن التمدد السريع للجلد يُسبب تضرر في الكولاجين أو الإيلاستين وبالتالي يواجه الجلد صعوبة في الاستشفاء ويؤدي إلى ترهلات وتشققات في الجلد.
أهم النصائح للتعامل مع ترهلات الجلد
يمتلك كل شخص جينات مختلفة ونمط حياة مختلفة تؤثر على استجابة الجلد ومعالجة الترهل، لكن سنتطرق لأهم النصائح التي ستساعد على تجنب أو تخفيف ترهل الجلد أثناء تمارين التخلص من الوزن الزائد:
التخطيط المدروس لإنقاص الوزن
معظم من يتخذون قرار إنقاص الوزن يرغبون أن يحدث ذلك في أسرع وقت ممكن وهذا اكبر خطأ. إنقاص الوزن السريع يؤدي إلى ترهلات كبيرة في الجلد؛ لذا فإن إنقاص الوزن المخطط له والذي يهدف لإنقاص الوزن بشكل بطيء وثابت يمنح جسمك فرصة أكبر للتكيف مع التغيير.
يشعر الكثير بالصحة واللياقة عند انقاص الوزن وبالتالي يتحمسون بشكل أكبر لإنقاص الوزن بشكل أسرع لكن هذا يؤدي إلى وضع جسمك تحت ضغط بدني وزيادة نشاطك بشكل كبير لتصبح أكثر رشاقة. لكن ما لا تعرفه أن الجسم الذي يخضع للضغوط سيحتاج إلى الكثير من الموارد لإصلاح الأنسجة وبناء العضلات وشبكات جديدة من الأوعية الدموية وبناء اتصالات عصبية جديدة في الدماغ وكل هذا سيُعطي له الأولوية بينما سيكون أولوية الجلد في المرتبة الأخيرة.
لذا فقدان الوزن المخطط له وعلى مدى أطول يجعل جسمك أكثر قابلية لإدارة ذلك التغيير ومنح جلدك وقت أكبر للاستجابة والمعالجة.
حافظ على الرطوبة
أظهرت الدراسات أن شرب الماء الكافي يساعد على الحفاظ على مرونة الجلد ووظائفه الحيوية. يجب أن تبقي جسمك رطباً وخاصة عند ممارسة الأنشطة البدنية وتمارين فقدان الوزن ولذا يجب الحرص على تناول الماء وإذا تطلب الأمر يمكن وضع تنبيهات في هاتفك الذكي لتذكير بشرب الماء.
الترطيب سيمنح جلدك فرصة أفضل للحفاظ على مرونة والاستشفاء واستعادة شكله السابق.
حسِّن نظامك الغذائي
يملك النظام الغذائي تأثير مباشر على صحة الجلد حيث تحافظ الأطعمة الغنية بالمعادن، مثل: الزنك والنحاس والحديد والسيلينيوم على وظائف الجلد والبشرة وتقلل حجم الأضرار التي قد يتعرض إليها.
يحتوي زيت الزيتون عالي الجودة والأطعمة الغنية بزيوت أوميغا 3 والشاي الأخضر على عناصر مُغذية تُساعد الجلد على الاحتفاظ بمرونته الشبابية وإصلاح نفسه بشكل أكثر كفاءة. كذلك تتميز الأطعمة النباتية، مثل: الخضروات والفواكه والمكسرات والبذور والفاصوليا باحتوائها على عناصر غذائية داعمة للجلد، وتشير الدراسات أنها يمكن أن تساعد بالفعل في تحسين مرونة الجلد وترطيبه.
يساعد أيضاً التقليل أو الامتناع عن العادات الضارة مثل التدخين على إصلاح الجلد لنفسه بشكل أفضل والحفاظ على مظهره ووظيفته.
احرص على تناول الكولاجين
يُعد تناول الكولاجين عن طريق الفم من أشهر المكملات الغذائية المستخدمة لتحسين جودة البشرة والجلد. بعض الدراسات أشار إلا أن الكولاجين يساعد بشكل محدود كما أظهرت دراسات أخرى أن فوائد تناول الكولاجين يتحقق بشكل أفضل عند مجه مع ممارسات أخرى مثل الترطيب الجيد وممارسة تمارين المقاومة.
كما أن مراجعة حديثة للعديد من الدراسات العلمية خلصت إلى أن مكملات الكولاجين التي يتم تناولها عن طريق الفم تساعد على تعزيز صحة الجلد ومرونته بشكل عام.
مارس تمارين المقاومة
تعد تمارين الأثقال وزيادة كتلة العضلات وتقوية الأربطة والأوتار من الاستراتيجيات الفعالة المساعدة في تحسين مظهر الجلد بعد فقدان الوزن المفاجئ.
المبدأ الكامن وراء اعتبار تمارين المقاومة وسيلة مساعدة في علاج ترهلات الجلد هو أن العضلات التي تصبح أكبر وأقوى تملاً المساحة الفارغة التي خلفها فقدان الدهون المفاجئ وبالتالي تساعد الجلد أن يبدو أقل ترهلاً. كما أظهرت دراسة حديثة أظهرت أن الضغوطات الخارجية مثل تمارين المقاومة أدت إلى انخفاض علامات التهابات الجلد والتي تُسرع من شيخوخة الجلد وساهم في زيادة سماكة الجلد والذي يصبح أرق مع التقدم بالعمر وكانت النتائج أن تمارين المقاومة أثرت بشكل إيجابي على شيخوخة الجلد وكذلك ساعدت في تسريع إصلاح أنسجة الجلد التالفة.
ختامًا
يمنح فقدان الوزن التدريجي بشرتك وجلدك فرصة للتأقلم والانكماش والتناغم مع الجسم وبالتالي الاستمتاع بجسم مثالي خالي من الترهلات. ومع ذلك، عندما لا يكون ذلك ممكناً فإن أفضل طريقة لتعافي الجلد بعد فقدان الوزن المفاجئ هي مزيج من نظام غذائي جيد ومكملات الكولاجين والترطيب الجيد وتمارين المقاومة.